ومن معاني عزته أنه لا يضيع من احتمي بجنابه واعتصم به
"وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك"❤ سورة الشعراء
تلك الآيه حينما تقرأها تلمس قلبك كثيرًا، تشعر فيها بعظم "الله الواحد الأحد" الذي نعبده.. القرءان الذي نزل على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم نزل ليخاطب الله به قلوبنا نحن أيضًا، فالله يعلم كم أن تلك الأرض هنا موحشه وكم نحن ضالون بدونه فجاء كلامه القرآن العظيم ليهدينا به الصراط المستقيم لتأمن قلوبنا من خوفها واضطرابها المستمر، جاء القرآن لينجينا به سبحانه من وساوس الشيطان فتنشرح قلوبنا وصدورنا من كل ضلال وكذب على الله نفث الشيطان به إلى قلبك، "الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرة منه وفضلا" كما أخبرنا الله في سورة البقرة، ففضل الله سيظل عليك طوال حياتك عظيما كبيرا يحب أن يشملك به مهما بدا لك العكس، مادمت متوكلا على الله تعبده و تجاهد وتحاول لن يتركك إلا وأوصلك للجانب الآمن في الدنيا والآخره أنت مع الله في آمان لا تبتعد توكل عليه مهما كانت ذنوبك سيعينك ولن يسلمك لغيره.. تلك الآية الكريمة تخيل الله يكلمنا نحن فيها ويقول: "وتوكل على العزيز الرحيم"
يقول لنا سبحانه عنه أنه "عزيز" لن يضيعك ما دمت قد توكلت عليه، نفضت يدك من الناس أجمعين وليس في قلبك أي ذرة من أمل في غيره، مهما كان تقصيرك في حقه، وذنوبك، أنت توكلت علي الله الذي من معاني عزته أنه لا يضيع من فوض أموره إليه ولجأ لجنابه.. بل سيشهدك من كفايته وفضله وكرمه ما سيكون عليك حجة فيما بعد إن أصررت على الابتعاد عنه، إن أصررت على ذنوبك وعصيانه، لما مازلت بعيد عنه بذنوبك وتقصيرك بعد كل ذلك الفضل والكفاية؟ ألم يشهدك على عزته ورحمته بعباده كيف تكون، وأن لا إله غيره ولا رحيم لقلبك سواه؟ فضله وسعته ورحمته ستصلك لا محاله وستكون برهان لك أن لا أعظم منه يستحق أن تعيش من أجله وتكون على مراده وشرعه ومنهاجه..
أعظم دليل على حب الله لنا أنه جاء بنا إلى هذه الدنيا لنعبده ونوحده ونذوق حنانه، ووده، ورحمته، و جميل أنسه، فكيف يضيعك بعدها؟.. على هذه الأرض هناك من أحبك حب لن تجد من يعطيك أياه غيره، فـ أنت عبده وفيك نفخه من روحه وأرادك خليفته وكرمك بعبوديته وكفايته وولايته..
ثمة حياة جميلة بالقرب من الله الواحد الأحد فاقترب وأقبل على ربك ولا تخف، لن يردك، لن يخذلك، لن يخيبك.. مع الله أنت في عز ورحمة وفضل..
لن تجد أحد يحسن سماع ما يؤرق نبضات قلبك مثله، لن تجد كافي لقلبك غيره، لن تجد من يرحمك سواه!
أنت عزيز عليه، اختارك لعبوديته ولن يتخلى عنك..
"وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم" سورة الشعراء❤
تعليقات
إرسال تعليق