الله لا يحقر من آلامك مهما كانت تافهه في نظرك
ومع مرور الوقت ستثبت لك الأيام و تريك التدابير العجيبة التي كرهتها وتألمت بسببها والتي ساقك الله إليها دون أدنى حول منك ولا قوة، أنها السبب فيما ستكون لك من أقدار تنبت الأزهار بروحك وتملأها بروائح السكينة والرضا والأفراح بحجم السماء!
.. ستثبت لك الأقدار أنه لم ينساك يومًا، أنه كان يسمع كل تلك الكلمات التي لم تقولها وبقيت محشورة في قلبك وكدت أن تختنق بسببها، كان يسمعها جيدًا ولم يغب حنانه ورحمته عن خواطر قلبك لحظة، مع مرور الأيام ستجد أن كل دعوة لم تستجب في حينها عوضك بها عطايا وهبات أخرى لم تطلبها أنت ثم أتاك سؤلك على أعظم وأجمل مما طلبت منه، فلا تستهين بدعواتك، ولا تكف عنها، ولا تتعجل..
قلبك المؤمن برحمته، وحكمته المستسلم لقضائه الراضي عن أفعاله، الممتثل لأمره كيف يغيب الله عنه؟، كيف لا يغمره بحنانه؟
أتدري ما معنى أن يختص الله قلبك الممتلأ بكل ذلك الإيمان والإخبات بحنانه؟
قال تعالى عن يحيى عليه السلام ﴿ وحَـنانًا من لـدُنّا ﴾
قال الإمام السعدي : آتيناه منّا رحمة ورأفة تيسرت بها أموره وصلحت بها أحواله واستقامت بها أفعاله ".
كل ما تمر به الآن يجعلك أهلاً لحنانه وعنايته! فقل مرحبًا لكل ما أنت فيه وأحسن ضيافته، فبسببه معية ربك وحنانه يغمران قلبك الصابر ابتغاء رضوانه، فبعد حنانه أي نعيم ترتجي؟
ما يبكي القلب خجلاً أن الله العظيم بنفسه يسمعك لا يحقر من آلامك بل يقدر كل ما أنت به، يتولى أمرك بنفسه، ينزل السكينة عليك فيغمرك بالرضا لأنك لم تكف عن الأستعانه به أبدًا..
❤
تعليقات
إرسال تعليق