حاشا الكريم أن يراك بين يديه ويردك

يقول الله عن نفسه في سورة المؤمنون: "فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم" صدق ربك
 سبحانه فهو الحق ورغم كل شعور أوجع قلبك تشعر به الآن فكل ظنون تملأك غير تلك الآية كذب وافتراء على الله، 
صدقه؛ لن يرد ذلك القلب بين أضلعك كله أملاً فيه.. كيف يرده وهو الذي أعانه على دعاءه ورزقه الرجاء فيه، تعالى الله رب العرش الكريم أن يحرم قلبك وهو الذي أطمعه في جنابه، تعالى الله رب العرش الكريم أن لا يريح قلبك بما هو أعلم به❤
 بعد غزوةٍ من الغزوات كانت هناك امرأة تمزق قلبها من الخوف تبحثُ عن رضيعها كأنه أغلى ما تملك في هذه الدنيا، عندما وجدتُه حضنته والقمتُه ثديها رحمة به وشفقة عليه والرسول والصحابة يرون هذا الحدث بأعينهم،
فسأل الرسول صحابته أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ سؤال عجيب من نبينا صلى الله عليه وسلم لأنه محال أن تلقيه وهو عندها كل شئ في هذه الدنيا، بل هو عندها أغلى من روحها، ولا يمتلأ قلبها وعقلها إلا به
فيقولون لا وهي تقدر ألا تطرحه.. أي مستحيل أن تفعل وهي عندها القدرة أن تفعل هذا.. فيقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم من لا ينطق إلا بوحي من الله: "الله ارحم بعبده من هذه بولدها".. يريدنا نبينا أن نتفكر في ذلك الموقف ثم نتخيل فقرنا وضرنا وضعفنا وأننا لا نهون أبدًا في نظر الرحيم رب السماوات والأرض خالقنا.
فـ تعالى الله الكريم أن لا يريح قلبك من همه الذي أثقله، ويجبر انكساره ويدواى آلامه وهو يراك في الليل والنهاربضعفك هذا ومسكنتك بين يديه تطلب رحمته وتطمع في ما عنده،
 في سورة الطور يتحدث أهل الجنة عن ربهم: "إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم" لما عرفوه أهل الجنه في هذه الدنيا وذاقوا كرمه ورأوا منه رحمته بهم، وكشفه لضرهم، ووده وفضله عليهم، أصبح رغم كل متاع الجنة وزينتها ونعيمها، لا شئ أحب لأهل الجنة في الجنه من "رؤيته وقربه" من شدة اشتياقهم لربهم من عظم ما أذاقهم الله هنا في الدنيا من كرمه ووده وجميل صنعه وتدبيره، فالجنة عندهم لا تكون جنة إلا بقربه هو من شدة حبهم واشتياقهم لله لِما أذاقهم هنا في الدنيا من رحمته وبره بهم.. في الحديث: ‏"وأما أعياد المؤمنين في الجنة فهي أيام زيارتهم لربهم عز وجل، فيزورونه ويكرمهم غاية الكرامة ويتجلى لهم وينظرون إليه، فما أعطاهم شيئًا هو أحب إليهم من "ذلك"! فــ ربك هو رب العرش الكريم تعالى الله أن يردك أو يخذلك،
 ربك هو رب العرش الكريم ونحن في معيته، وبتدبيره وعظيم فضله سيرحم قلوبنا؛ فتعالى الله أن لا يدواي قلبك الممزق بعد أن امتلأ رجاءا فيه، بعد أن تعلق به وأحبه..
#الحمد_لله_الذي_رحم_قلوبنا_بنعمة_القرآن🌱

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سنغدوا رفاتا ويبقى الأثر

واشوقاه لمن يرانى ولا اراه

وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم