وحنانا من الله سيهبك مالم يهبه لأحد قبلك من عظم العطاء ليداوي قلبك
"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ " لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"🌱
قد يبتليك الله ببلاء لا تستطيع البوح به مطلقا لأنه لن يفهمه أحدا ولن يستوعبه أحد ولا مخرج لما في قلبك وشفاء لما فيه عند أحد من أهل هذه الأرض.. لذلك تؤثر الكتمان ويبكي قلبك بصمت تحرقه آلامه وأوجاعه..
قد يبتليك الله بذلك ليلجأك إلى الدعاء، لأنه يريد أن يهبك ويهب قلبك بدعائه ما لم يهبه لأحد مطلقا..
فلا تنقطع ولا تمل من الدعاء ولو طالت بك السنوات،
فمهما ظننت لن يستوعب قلبك حجم لطف الله بك وما يخبئه من أجلك.. لطف الله الذي أخر على يوسف النجاة من البئر والفرج وقتها ليوصله في النهاية لملك مصر، لو عجل الله ليوسف الفرج من البئر في وقتها لما أعزه بتولي الملك والنصرة ورفعة الشأن.. فلا تترك الدعوات،
فبكل دعوة زيادة أجر وبكل دعوة خطوة تقربك أكثر من الله عزوجل..
سنوات دعائك الطويلة تلك كلها، والإلحاح ذلك كله، وكثرة حجم الدعوات التي ألهمك الله إياها ووفقك لها؛ هي دليل حب، دليل حفظ من الله ،دليل اصطفاء، دليل رفعة شأن، دليل أن الله هو من يتولى شأنك بنفسه!💙
فر من كل شئ واحتمي بالدعاء ولا تفكر بعده في أي شئ وأرح قلبك وعقلك؛ لأنه وقتها قد كفيت كل شئ سيكون سبب في بهجة وفرح قلبك ورفعه شأنه ولو طالت بك السنوات..
ألهمك ربك الدعاء لأنه يريد بك الإجابة.. وليست أي إجابة.. يريد الله أن يدهش قلبك ليعوضه عن سنين خذلانه وأوجاعه.. الله الوهاب.. الوهاب حين يعطي ويهب، يهب عطاء لا مثيل له، فالوهاب يهب هكذا بغير حساب وبدون أسباب.. هكذا عامل الله زكريا عليه السلام يوم لجأ إلى الدعاء ووثق به رغم استحالة الأسباب..
قال تعالى:
"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ " لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"
..قوله تعالى : لم نجعل له من قبل سميا
أي لم نسم أحدا قبل يحيى بهذا الاسم ؛ ومنّ عليه تعالى بأن لم يكل تسميته إلى الأبوين 💙.
وقال مجاهد وغيره : "سميا" معناه مثلا ونظيرا ، وهو مثل قوله تعالى : هل تعلم له سميا معناه مثلا ونظيرا؟ كأنه من المساماة والسمو ؛
وقال ابن عباس أيضا : معناه لم تلد العواقر مثله ولدا..
هكذا هو الله حين يعطيك.. يعطيك عطاء لا مثيل له، عطاء واسع يليق باسمه الوهاب؛ فقط عليك بالتمسك بالدعاء والإيمان برحمة الله بك كما فعل زكريا "قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعاءك ربي شقيا" آمن بربه فأعطاه الله بدعاءه وصبره عليه وإيمانه به ما لم يحسب له حسبان!
.
هدأ من روع قلبك
ذلك الأنين الصامت الذي يمتلأ به قلبك،
حين تؤمن أن الله يسمعه ولا يغفل عنه، وتوقن أن الدعاء يداوي لك جروح قلبك من حيث لا تشعر.. فتصر على الدعاء ويأوي قلبك لمناجاة الله رغم كل شئ.. رغم انقطاع كل أسبابك، رغم ضعفك، وفقرك، ومتاعب روحك.. تصر على الدعاء وتلح في الشكوى لله وشرح تفاصيل متاعبك.. والله حق على الله لك أن تفرح..
"يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيي لم نحعل له من قبل سميًا" سورة مريم🤍
#للدعاء_بهجة_في_القلب_وراحة_ولو_تأخرت_الإجابة
#أعجز_الناس_من_عحز_عن_الدعاء
#الله_يحب_الدعاء_ويجزي_عليه_عظم_العطاء_والأجر
#كم_صنع_الدعاء_من_عز_لفقير_وكم_من_عزيز__ذل_بتركه_الدعاء
#القرءان_حياة_لقلبي🌱
تعليقات
إرسال تعليق