نهى حسن السمان

وما سر ذلك النصر العزيز، والفتح المبين الذي غمرهم به ربهم؟ السر هو الأستسلام! الأستسلام التام لمراد الله وحُكمه، في وقت الضيق والبلاء والحيرة التي تملأ القلب.. فهرول إليهم الفرج والفتح هرولة بأعظم مما كان يخطر على قلوبهم من فرج، ومخرج لم يكن في الحسبان.. "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" #إنا_كذلك_نجزي_المحسنين🌻

‏قد تكون فارسا.. شهما.. نبيلا.. صادقا تقيا.. ولكن رغم ذلك قدر الله لك وكتب أن تعيش سنوات عمرك الطويلة في تلك الوحدة والغربة رغم كل من يحيطون بك؛ وذلك ليس لعلة بك فأنت صاحب كل تلك الصفات العزيزة النبيلة..  ولكن ليحفظك، وليُعلمك، وليصطفيك، وليصطنعك لنفسه سبحانه ويؤنسك به فيذيقك من النعيم ما حُرم من مذاقه الكثير من البشر، ثم ليمن عليك بعوضه الذي به من الجبر والرحمات ماليس له مثيل.. لا تخف سيمن على قلبك..فالله لا يضيع أجر المحسنين❤️ "وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ" "﴿ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" [ آيات سورة يوسف]

ولو أوذيت بصدقك وأخلاصك.. فالله يحب الصدق الذي يملأ قلبك.. وجزاؤك وأجرك عليه وحده.. "لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بصِدْقِهِمْ"  يارب لاترحم قلوب من آذوا قلوبنا..قلوبنا أوذيت ابتغاء رضاك يارب فاشفها بشفائك..

‏من رحمة الله بنا أن الأرواح جنودة مجندة بأمره حيث يشاء؛ تلتقي دون لقاء.. كل ليله ، في ثلث الليل الأخير .. كان يجمعهما وصال دون أي لقاء ! فيأمر الله روحيهما فيتصلا ويأنسا ويسعدا ببعضهما .. حيث صدق الدعاء ❤  هما لم يكن بينهما أي تعارف علي الأرض ولكن جعل الله بينهما وداً في السماء به عرفا بعضهما جيداً قبل أي لقاء ، فسبحان من جعل هذه الأرواح جنود ... مجنده بأمره تتحرك حيث وكيف يشاء , ❤  #هي_معجزه_رب_السماء ❤

تسألني ما أسباب الحب؟ معركة واحدة تجمعكما.. نفس الجهاد الذي طال.. نفس الأسلحة التي تلوذان بها للنجاة.. مقدار الألم الذي تشعران به وتتحملانه واحد.. وزاد الصبر الذي تتصبران به متشابه.. فينظر الله لقلبيكما فيجدها قد تشابهت فيأمر باللقاء ويدبره.. ثم يغرس بيديه سبحانه فيهما حبكما لبعضكما كغرس لا مقتلع لجذره أبدا.. الحب: حنانا لا ينتهي.. وفهم وتفاهم واحتواء سره الوحيد "رضا الله سبحانه وتوفيقه" "لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"