﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ﴾ [النساء ١٤٧]،
روض قلبك على أن يصبح بخير بيقينه بالله وإيمانه باسمائه الحسنى، لا أن يكون بخير حينما يحصل على أجوبة منطقية! اجعله كقلب السيدة هاجر حين قالت: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ! وأخذت تقول لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَهو لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا! فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا.. وقتها كل ما كانت تتمناه وترجوه في غربتها ووحدتها لها ولرضيعها شربة ماء لتنجوا من تلك الصحراء القاحلة! والله ينظر إليها، لم تكن وحيدة كما كانت تعتقد، كان معها خطوة بخطوة، بعينه يرعاها و يدبر لها الفرج قبل أن تطلبه .. وفي اللحظة التي أرادها سبحانه واختارها الله لها، عوضها عن شربة الماء كرامة لتسليمها ويقينها وحسن ظنها فيه ببئر خالد يتذكرها عنده كل أجناس البشر و تشرب منه البشرية أجمعين إلى أن يفنى ذلك العالم ومن فيه وهو لا يفنى! هكذا الله حين يأذن لقلبك الراضى المتيقن فيه بالعوض! الله لا يريد لك من ابتلاءك إلا كل خير لقلبك ومحياك ومماتك ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَر...